السلام عليكم ورحمة الله: اعتاد بعض الناس تخصيص شهر رجب بأداء عمرة فيه على اعتبار أن لهذه العمرة فضل معين عن أي عمرة أخرى فهل هذا صحيح ؟ وهل عمرة رجب مثل عمرة رمضان في الفضل؟ أرجوا توضيح هذا الأمر لأننا كل عام في هذا الوقت نقع بين القيل والقال جزاكم الله خيراً
الاجابة :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد .. فلا يجوز تخصيص شهر رجب بعمرة على استناد أن عمرة رجب من السنن، أو أن لها فضل دون غيرها، لكن لا بأس بالقيام بالعمرة في رجب لما للعمرة من فضل في كل أيام العام، ولحاجة المسلم للبر والثواب بصورة أكثر في الأشهر الحرم. يقول الأستاذ محمود إسماعيل المحرر بشبكة إسلام أون لاين نت : 1. اختار الله سبحانه وتعالى من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى : " إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " ، وقد وردت الأشهر الحرم في الآية مبهمة ولم تحدد أسماء هذه الشهور ، وجاءت السُنة بذكرها في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته : إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . رواه البخاري ومسلم
2. لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ، وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم ، كذلك أيضاً لم يصح في فضل العمرة في رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه.
3. لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب، وهناك رواية عن ابن عمر يذهب فيها إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتمر واحدة في رجب، وقد أنكرها العلماء، كما ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها. عن عروة بن الزبير قال: (كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة، وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن. فقلت: يا أبا عبد الرحمن، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ـ في رجب؟ قال : نعم فقلت لعائشة: أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن؟ قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم في رجب فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وأنا معه. قال: وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم، سكت).
4. لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فضل معين لعمرة رجب كقوله صلى الله عليه وسلم في عمرة رمضان : "عمرة في رمضان تعدل حجة " .
5. لا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها الشرع ، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره .
6. تشرع العمرة في رجب كما تشرع في غيره من الشهور، ولا بأس بالقيام بها على هذا النحو دون تخصيص ،على اعتبار لما للعمرة من فضل في كل أوقات العام ، كذلك حاجة المسلم للبر والطاعة في الأشهر الحرم كذلك رجب الذي هو منهادون شك . والله أعلم .