هل فعلًا السعادة من نصيب بعض الناس دون البعض الآخر؟
وهل سعادتنا تتوقف على الآخرين وكيفية تعاملهم معنا؟
الحقيقة أنني أرى أن كلمات الأغنية تشاؤمية وباعثة على السلبية، فقد خلق الله لنا عضوًا خطيرًا قد يكون مصدر نعيمنا، وربما يكون مصدر شقائنا.
هذا العضو هو العقل.
إن سعادتك تبدأ من تفكيرك.
وهذه بعض أنماط التفكير الشائعة بيننا، والتي عليكِ السعي إلى التوقف عنها إذا أردتِ أن تحيي حياة أكثر سعادة:
نقد من يختلفون عنّا وتصنيفهم والشك فيهم لمجرد أنهم يختلفون عنا: فعلى الرغم من اختلافاتنا لكننا متشابهون في أن لنا أحلامًا ومشاعر ومخاوف واحتياجات.
السعي إلى الحصول على إعجاب اﻵخرين: يترتب على قبول الاختلاف أن نقبل أننا مختلفون، وألا نطالب أنفسنا بأن نكون مثل الآخرين لنحظى برضاهم أو بإعجابهم. ولعلكِ تعرفين قصة الغراب الذي قفز في دلو الغراء الأبيض ليصير كالحمام، ولكنه فشل رغم ذلك أن يشبههم. وكانت النتيجة أن صار مرفوضًا من الحمام والغربان. كوني نفسك لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك.
الرغبة في أن تكوني دائمًا على صواب: من الأخطاء التربوية الشائعة النقد الدائم على كل كبيرة وصغيرة، وهو ما يزرع داخل الإنسان نزعة إلى الكمال، تجعله يلوم نفسه بشكل مستمر على أي تقصير ولو بسيط، أو الدخول في مجادلات فقط ليثبت أنه على صواب بأي ثمن، حتى لو تسبب ذلك في أن يخسر علاقات. محاولة السيطرة على الناس والأحداث: الحقيقة المُرّة التي لا بد أن نتقبلها أن الرياح لا تأتي دائمًا بما تشتهي السفن، يمكننا أن نفعل كل ما بوسعنا، ومع ذلك لا يحدث ما نريد. كذلك لا يمكننا تغيير الناس، فقط يمكننا مساعدتهم إذا هم أرادوا ذلك.
التبريرات ولوم اﻵخرين على مشاعرك وظروفك: حتى لو كان الآخرون سببًا لما نحن فيه، فقد حان الوقت أن تبدئي في البحث عن حلول، وألا تستسلمي لظروفك وتمتلكي زمام نفسك وحياتك.
حديث النفس السلبي: أنا غبية، فاشلة، غير محبوبة... إلخ. لا تصدقي كل ما يقوله لكِ عقلكِ عنكِ واطلبي منه الدليل على ما يقول!
الاستسلام لمخاوفك: مخاوفنا تصنعها عقولنا، وحتى لو كانت مخاوف حقيقية؛ فكري كيف ستتعاملين معها.
التعلق بالماضي: سواء بالحلم بعودته أو بالندم عليه. فهذا الماضي كان في يوم ما حاضرًا، وحاضرك سيصبح يوما ما ماضيًا.
العيش في المستقبل: بالقلق منه أو بتعليق سعادتك على شيء ما سيحدث فيه. خططي واستعدي واتركيها على الله، واستمتعي باللحظة الحاضرة.