قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوادع “ألا واستوصوا بالنساء خيرًا ، فإنما هن عوان عندكم ” يعني أسيرات في أيديكم، رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يوصي الرجال بالنساء خيرًا، لأن بعض الرجال يتناسون أن الرجولة صفة تختلف عن الذكورة، فالمرأة تحب الرجل الشهم الكريم المخلص الذي تعتمد عليه ويكون لها سندًا في هذه الدنيا، لا أن يكون ضعيفًا تسيطر هي عليه، أو أن يفهم الرجولة بطريقة خاطئة فيكون متسلطًا متجبرًا.
وكم أعرف من نماذج لأزواج ضعاف الشخصية كرهتهم نسائهم وصرن يعاملنهم بكل ازدراء مع إن الناس الآخرين يصفوهم “بالطيبين”، فالناس الآخرين ممن لم يعاشرهم وصفوهم بالطيبة، ولكن الزوجة رأت ضعفه وخنوعه فكرهته لأنها تريد الرجل القوي وفي نفس الوقت يكون طيبًا، فلا يترك حقه يضيع لأنه غير قادر على أخذه، بل يصفح ويسامح من أخذ منه شيئًا مع قدرته على أخذ هذا الحق، وهو ما يسمى “العفو عند المقدرة”.
المرأة تحب الرجل المحب الذي يسمعها الكلام الجميل، ويمدح خلقها وأكلها وعنايتها بأولادها، وتحبه أنيقًا طيب الرائحة. وهذه أشياء بسيطة وغير مكلفة، فهي لا تطلب ما لا يطيقه الرجل. فالمرأة مخلوق ضعيف، وقوته في ضعفه، والمرأة الأمية تملك نفس القلب الذي تملكه من نالت الدكتوراه وترقت في سلم العلم، كلمة رقيقة قد تجعل زوجتك تهيم بك حبًا ولا تدخر طريقة لتسعدك بها. من المؤكد أن لديك مشاغلك، ولكن زوجتك تحتاج إلى جزء من وقتك، فلو كنت في عملك ألا تأخذ راحة مع زملائك لتشرب القهوة، خذ من هذا الوقت دقيقتين ارسل رسالة حب إلى زوجتك “حبيبتك”، فهي لو كانت ما زالت خطيبتك ألم تكن ستجد الوقت ليس لرسالة في الهاتف المتحرك بل ستكتب لها قصيدة؟! فما الذي تغير الآن هي نفسها خطيبتك؟ والعجب العجاب يسمون من يحبها الرجل قبل الخطبة الزواج “حبيبة” ويستكثرون هذه الكلمة على الزوجة!
امدح زوجتك كلما سنحت الفرصة، وكلما أردت أن تطلب منها شيئًا كي تلبيه لك بنفس راضية، فإذا قدمت لك زوجتك طعامًا وكان في نيتك أن تدعو أصدقائك على العشاء، قل لها ما أجمل هذا الطعام، أريد أن أدعو أصدقائي لأريهم أي نعمة أتنعم بها، في هذه الحالة ستدعو لك زوجتك الحي كاملاً!ما أريد أن أقوله للرجل، فقط كن “رجلاً” وأنت تتعامل مع المرأة ستعطيك ما تريد من غير تذمر.