حياكم الله في منتديات واحة الإسلام.... تشرفنا زيارتكم.... يزدنا تألقا انضمامكم لاسرتنا.... نعمل لخدمتكم ...فمنتدياتنا صدقة جارية لاجلكم فحياكم الله ونزلتم اهلا وحللتم سهلا
كلمة الإدارة
 
 

 
 
 
 

منتديات واحة الإسلام :: أقسام القرآن الكريم و السيرة النبوية :: واحة السيرة النبوية العطرة

كاتب الموضوع wissam مشاهدة صفحة طباعة الموضوع  | أرسل هذا الموضوع إلى صديق  |  الاشتراك انشر الموضوع
 المشاركة رقم: #
تم النشر فى :11 - 01 - 2017
wissam
Admin
Admin
تواصل معى
https://wahetaleslam.yoo7.com
البيانات
عدد المساهمات : 18291
السٌّمعَة : 21
تاريخ الميلاد : 16/04/1968
تاريخ التسجيل : 29/07/2016
العمر : 56
العمل/الترفيه : ربة منزل
الهجرة بداية الطريق Emptyموضوع: الهجرة بداية الطريق

الهجرة بداية الطريق
 بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------
-عجيب ما يعلق في الأذهان حين يتصور كثير من المسلمين أن لحظة الهجرة كانت نهاية لكافة أنواع المعاناة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياة صحابته الكرام رضي الله عنهم، وأن الحياة بعد الهجرة كانت كلها راحة وسعادة وهناء ولم يكن للمسلمين ثمة مشكلة فيها، وقد ساعد على بناء هذا التصور القاصر الخاطئ في أذهان الكثرة ما رسخته المرئيات المسماة بالأفلام الدينية التي تنتهي غالبا بلحظة الهجرة وتصور المسلمين فيها مبتهجين وهم يهاجرون جماعة واحدة وقد ارتدوا الأردية البيضاء الناصعة وهم يتغنون وينشدون في سعادة غامرة وكأن كل معاناتهم قد انتهت وكأن بناء الإسلام قد اكتمل بالفترة المكية فقط.
لا شك أن المؤمنين الأوائل قد لاقوا شدة بالغة وعنتا عظيما من كفار قريش وغيرهم ما ضرب به الأمثال في الثبات والشجاعة والصبر، لكن من غبن هؤلاء الصالحين الذين حملوا مشعل هذا الدين أن نعتبرهم قد ركنوا إلى الراحة بعد الهجرة، بل إن الصواب أنهم قد جعلوها دائما منطلقا جديدا لهم وبداية لطريق آخر طويل.
والحقيقة أن معاناة أشد كانت بانتظارهم في المدينة، إذ أصبحوا بتجمعهم غرضا لكل السهام الحاقدة على هذا المجتمع الوليد التي تنتظر أية فرصة تسنح للقضاء عليه، فتعددت صنوف أعداء الإسلام من مشركين داخل المدينة ومشركين خارجها وأيضا من اليهود المقيمين في المدينة بطوائفهم الثلاث وبأمدادهم من يهود خيبر وتلا ذلك ظهور طائفة داخل الصف المسلم أظهرت الإسلام وأبطنت الكفر وسميت بالمنافقين، وتعدد الكيد من كل منهم وتنوعت أساليب المواجهة، وازدادت حدة المواجهة فترة بعد فترة حتى بلغت الغزوات والسرايا في العشر سنوات التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغت المائة- كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله[1]-أي أنه كان هناك خروج للقتال في كل شهر تقريبا مرة- إما لغزوة أو لسرية- وقد ينتج عنهما ما ينتج عن أية حرب من الحروب من جروح للصحابة أو استشهاد لبعضهم وما يعقب ذلك من ترمل لنساء الصحابة ويُتم أولادهم.. فضلا عن الجروح التي أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه لأنه كان يشاركهم التواجد في أرض المعركة بل يكون غالبا في مقدمتهم كما قال البراء رضي الله عنه: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم، وقال عليّ رضي الله عنه: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه. رواه أحمد وغيره.
فأين الراحة حينئذ!!!؟
لقد وصلنا الإسلام الآن ونحن في دعة وراحة لا نقدرها قدرها ولا نؤدي شكرها ولم نتصور كم المعاناة والآلام التي تكبدها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء حياته وبعدها لنشر هذا الدين في كل الآفاق حتى مات أبو أيوب الأنصاري على أسوار القسطنطينية وماتت أم حرام بنت ملحان وهي تركب البحر في طريقها مع المسلمين لفتح جزيرة قبرص. 
 ولم يكن هذا الشعور جديدا بل حدث التابعون الصحابة به ففي مسند الإمام أحمد عن محمد بن كعب القرظي قال: قال فتى منا لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي، قال فما كنتم تصنعون؟ قال والله لقد كنا نجهد، قال والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولجعلناه على أعناقنا... ويرد عليه حذيفة رضي الله عنه بموقف واحد عاشوه معه صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم الأحزاب حيث بلغ بهم الخوف والجوع والبرد مبلغا عظيما يفوق الاحتمال فقال: يا ابن أخي، والله لقد رأيتنا مع رسول الله بالخندق، وصلى رسول الله هويًّا من الليل، ثم التفت إلينا فقال: «من رجل يقوم فينظرنا ما فعل القوم ثم يرجع- يشرط له رسول الله الرجعة- أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة؟» فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلمَّا لمْ يقم أحد، دعاني رسول الله فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني، فقال:«يا حُذيفة، اذهب فادخل في القوم، فانظر ماذا يصنعون، ولا تُحدثنَّ شيئًا حتى تأتينا».
ولم تكن مشكلة الأعداء المتربصين والحروب المتعاقبة هي المشكلة الوحيدة التي تعرضت لها تلك الجماعة المؤمنة الناشئة، بل كان هناك ما هو أشد منها خطرا لو لم يعالجه الرسول صلى الله عليه وسلم بتأييد الوحي له ثم بحكمته الباهرة التي وئدت كل الصعاب، فالمعلوم أن الهجرات في التاريخ تؤول دائما إلى أحد أمرين: إما أن يتغلب أصحاب الأرض على المهاجرين ويستعبدوهم أو يتغلب المهاجرون الجدد على أصحاب الأرض فيحتلوا أرضهم وينهبوا خيراتهم كما نقرأ في التاريخ ونرى أيضا كل يوم..
والمعلوم أيضا أن المدينة قليلة الموارد يعيش أهلها على زراعة النخيل التي تؤتي ثمارها مرة في العام في وقت معلوم وبالكاد يكفي هذا الرزق أهلها... ، فكيف سيعيش بينهم المهاجرون ومعظمهم قد هاجر لله تاركا أمواله وممتلكاته ولم يصحب معه شيئا كصهيب الرومي وغيره؟
وبالتالي فقد واجه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خطر المجاعة بين أصحابه- والجوع كما نعلم مفسد للأخلاق الكريمة ويُظهر معظم عيوب النفس إذا لم يكن المرء يحمل رصيدا إيمانيا وخلقيا يتدثر به- فكان الأمر النبوي الكريم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي جعلت من تلك المحنة منحة ربانية وميدانا للعطاء وتجلى ذلك في إيثار الأنصار لإخوانهم المهاجرين على أنفسهم والذي مدحه ومدحهم الله عز وجل في كتابه فقال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وضرب لهم الرسول صلى الله عليه وسلم المثل بنفسه في التزهد من الدنيا فكثيرا ما كان يطوي الليالي المتتابعة لا يجد ما يسد به جوعته ففي سنن الترمذي يقول ابن عباس رضي الله عنهما:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويًا وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير).

وهكذا كان حال صحابته الكرام رضي الله عنهم فيروي الترمذي أيضا عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة- وهم أصحاب الصفة- حتى يقول الأعراب:هؤلاء مجانين، فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف إليهم، فقال:«لو تعلمون ما لكم عند الله تعالى لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة».
ولهذا لم تكن الهجرة نهاية للمعاناة والألم في حياة الرسول الكريم وصحابته الأبرار بل كانت حلقة في سلسلة الثمن الذي دفعوه لشراء جنة عرضها السماوات والأرض.


الموضوع الأصلي : الهجرة بداية الطريق // المصدر : منتديات واحة الإسلام // الكاتب: wissam
التوقيع: wissam



الهجرة بداية الطريق 2410


الأربعاء يناير 11, 2017 9:06 pm
المشاركة رقم: #
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف
الرتبه:
مشرف
الصورة الرمزية

ابواحمد

البيانات
عدد المساهمات : 525
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 29/06/1966
تاريخ التسجيل : 20/11/2016
العمر : 57
العمل/الترفيه : طبيب بيطرى

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
http://www.alanwar10.com

مُساهمةموضوع: رد: الهجرة بداية الطريق


موضوع رائع



وطرح مميز



تسلم الايادى



تحياتى










الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك

الــرد الســـريـع
..


مواضيع ذات صلة


تعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة




 ملاحظة: جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ , ولا تعبّر بأي شكل من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى



language  

Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2020, Jelsoft Enterprises Ltd
تحويل و برمجة الطائر الحر لخدمات الدعم الفني و التطوير