لعق اليد بعد الأكل
ورد هذا ـ لعق اليد والقصعة ـ في الصحيحين وغيرهما ، ولكن علل في بعض الرويات
( فإنه لايدري في أيتهن البركة ) ـ
قال النووي : ( معناه أن الطعام الذي يحضر الإنسان فيه بركة ولا يدري
أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة
أو في اللقمة الساقطة , فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة )
فدل هذا على أن المقصود إذا لم يبق من الطعام شيء بل أكل كله ، وبقي
منه آثار في الصحن أو على اليد ، فإن الآكل لاينبغي أن يرمي هذه الاثار ، لأنه
قد يكون فيها البركة وهو لايدري ، أما إن كانت بقايا الأكل لازالت كثيرة أكثر من أن
تلعق ، فلا ينطبق الحديث ، خلافا لمن يظن أن اللعق بمجرده سنة ، كلا ، بل
المقصود به هو أن لايدع شيئا من الطعام يرمى ، خشية أن يكون فيه البركة ،
ولا طريق إلى التأكد من الحصول على بركة الطعام إلا بلعق ما تبقى من آثاره
في الأصابع أو الصحن ، ومعلوم أن هذا لايتحقق إلا إذا كان الطعام قد انتهى
كله ولم يبق منه إلا الآثار على الصحن واليد ..