الغلام الذى صدقه الله بما سمع.
بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
عندما فرغ المسلمون من غزوة(المريسيع)..!!
وردت واردة تستقي حول(ماء المريسيع) ومعها الخيل والابل وتزاحم الدواب على الشرب, وتدافع احد المهاجرين وكان اجيرا لعمر بن الخطاب مع احد الانصار وكان اجيرا للمنافق عبدالله ابن ابي..ووقع بينهما ما اثار الشر والغيظ , فنادى الانصاري( يا معشر الانصار)..!!
وصرخ المهاجري..(يامعشر المهاجرين)..!!
فحركا قرن الفتنة..!!
وقد كان المنافقون يخرجون مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته يبتغون عرض الدنيا, وكانوا كثيري العدد فى هذه الغزوة..!!
فما ان سمعوا هذا الصوت يدعوا الى الفتنة والجاهلية حتى تطلعت رؤسهم..!!
وبالطبع استغل المنافق(عبدالله بن ابي) هذه الفرصة الثمينة..!!
ولم يدعها تمر دون ان يثير فيها الثائرة..!!
وقال مستهولا:
مارأيت كاليوم مذلة..!! او قد فعلوها؟
والله ماعدنا وجلاليب(يقصد المهاجرين لانهم جلبوا من بلد الى بلد)..الا كما قال الاول(سمن كلبك يأكلك)..!!
اما والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل,وهذا مافعلتم بأنفسكم,اما والله لو امسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا الى غير بلادكم,او لاتنظرون..؟
جعلتم من انفسكم دون محمد اغراضا للمنايا واهدافا للرزايا وطلائع الخيول,ثم عدتم بالولد اليتيم,والطفل اللطيم..!!
يا قوم لو اردتم الخير لانفسكم لاتنفقوا على هؤلاء المهاجرين حتى ينفضوا,ولا تلاقوهم بوجوه حتى يظعنوا..!!
وكان من بين الحاضرين فتى حدث السن يسمى(زيد بن ارقم) وكان شديد الاخلاص والحماس للاسلام,فثار فيه قائلا:
(والله انت الذليل القليل المشنوء..ومحمد انما هو فى عز الرحمن..)
ثم مشى بالحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده جمع من الصحابه,فظهر الغضب فى وجه,واشار عمر بن الخطاب بقتله..
فقال الحاضرون من بني الخزرج:
ارفق يارسول الله لقد من الله عليك وان قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه فهو يرى انك استلبته ملكا...وان زيدا لغلام..!!فعسى ان يكون قد وهم..!!
ودعا الرسول الكريم عبدالله ابن ابي وقال له:
انت صاحب الكلام الذى بلغني؟
فقال المنافق:
والله الذى انزل عليك الكتاب ماقلت مما قال زيد
فقبل النبي عذره مؤقتا ولكنه استعجل فى الرحيل وارتحل الناس فى ساعة مبكرة على غير ميعاد, ولم يكد يصل الرسول المدينة حتى نول عليه(اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله) فقرا الرسول هذه الايات على المؤمنين.....ثم قرب اليه زيدوعرك اذنه تبسطا له وقال:
(وفت اذنك ياغلام ان الله قد صدقك, وكذب المنافقين)