بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )
من جاهد نفسه و هواه هداه الله لصالح الأعمال :
هناك بشارة . قال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[سورة العنكبوت:69] إذا الإنسان فيه ذرة خير ، الله ينميها له ، إذا الإنسان قرَّب من الله شبراً ، الله عز وجل يتقرب من عبده ذراعاً ، وإذا الإنسان تقرب ذراعاً ، الله يتقرب باعاً ، الإنسان إذا قدِم إلى الله مشياً ، أتاه الله هرولة . ما معنى هذا الحديث ؟ أنت فقط تحرك ، فقط اعقد توبة مع الله ، فقط قل : أريد أن أصلي الصبح حاضر، الله يوقظك ، ولو كنت نائماً الساعة الثانية . هذه ساعة الرأس شيء محير ، جربوها ، اربط المنبه ، واطلب من الله أن يوقظك ، تستيقظ قبل الصبح بدقيقة ، لا يوجد شيء ، لا يوجد إنسان طلب أن يستيقظ إلا أيقظه الله عن طريق ملك ، لا نريد ساعة . قالوا : ساعة الرأس . إذا أراد أن يستيقظ ، لكنه لا يريد ، يريد أن ينام نوماً عميقاً ، نوى ألا يستيقظ ليصلي الفجر ، طبعاً لن يستيقظ ، أما إذا نام ، وقبل أن ينام ، طلب من الله أن يوقظه ، تجده فتح عينيه قبل الوقت بدقيقة ، كأنه على ميعاد
إذا الإنسان جاهد هواه ، جاهد بإنفاق ماله ، جاهد بقراءة كتاب الله ، حاول أن يفهم آياته ، الله يكشف له المعاني ، أنت قرب خطوة ، تحرك حركة واحدة . : " إذا أتيتني مشياً أتيتك هرولة ". شيء لا يصدق ، خالق الكون يتقرب منك ! فما قولك بالذي يقول : الله ضله ؟ الله يضل إنساناً!؟ معنى الله يضل هذه تحتاج إلى جلسة طويلة ، هو خلقك ليعرفك بذاته ، خلقك ليسعدك، خلقك ليهديك إليه ، ما خلقك ليضلك ، وإذا كان ضلك فضلك عن شركائه ، لا عن ذاته ، تكون أنت معلقاً بإنسان ، يخيب لك ظنك فيه ، يضلك عن شركائه , لا عن ذاته , تكون أنت معلقاً بإنسان يخيب لك ظنك فيه , يضلك عن شركائه , إذاً :
من ترك شيئاً لله عوضه الله أفضل منه :
إذاً : ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ﴾[سورة العنكبوت:69] انظر في اللغة العربية ، اللام : لام التوكيد : ﴿ لَنَهْدِيَنَّهُمْ ﴾ النون : نون التوكيد الثقيلة ، ثلاثة أنواع توكيد يوجد في هذه الآية : ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ أيضاً : اللام لام التوكيد هذه اسمها اللام المزحلقة ، كانت في اسم إن ، صارت في خبر إن ، أي (لله مع المحسنين) . حتى إنّ : حرف توكيد ، حرف مشبه بالفعل ، يفيد التوكيد ، فلما اجتمع توكيدان زحلقت اللام إلى خبر إن : ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[سورة العنكبوت:69]
وكلمة جاهدوا ، أي هناك جهد ، فالله عز وجل سلعته غالية ، لا تتصور أن يعطيك الله جنة للأبد بعمل شكلي ، عمل صوري ، وأنت مقيم على كل رغباتك ، وشهواتك ، ومصالحك ، وهذه فيها فتوى ، وهذا يجوز ، وهذه بلوى عامة ، وهذه ماذا نريد أن نفعل ؟ نحن لا نستطيع ، ضحِّ ، ضحِّ بمصالحك واطلب رضاء الله عز وجل ، وانظر كيف أن الله . . . . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ إلاَّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ)) مسند الإمام أحمد (5/ 363)، وقال الهيثمي في مَجْمع الزوائد (10/ 296): رواه أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح.
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[سورة العنكبوت:69] وإذا الله معك فمن ضدك ؟ تصور أن خالق الكون معك ، تخاف ممن ؟ من إنسان ممكن بجلطة يصير جثة هامدة ؟ ممكن نقطة دم بدماغه يصير مفلوجاً فوراً ؟ يوجد حالات كثيرة من هذا النوع ؛ إنسان يكون ملء السمع والبصر ، بعد ثانية صار خبراً على الجدران ، البارحة كان شخصاً فصار خبراً . والله قال : ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾[سورة سبا الآية :19].
له دخل كبير ، لكن فيه شبهة ، فتركه ، وقبل بدخل قليل ، هذا عمل ليس بالقليل عند الله ، كبير جداً ، أنت الآن كسبت رضاء الله ،وسيأتيك الدخل الكبير مكافأة لك ، لا تخف، الحرام اركله برجلك ، لا تخف ، عمل فيه معصية اركله برجلك ، لا تبال به أبداً . فالله بيده كل شيء