لأرض فلسطين مكانة دينية عظيمة ، فهي أول قبلة للمسلمين ، وثاني مسجد بُني لله في الأرض ، فهي أرض الإسراء ، فيها ولد و دُفن الكثير من الأنبياء ، و في المنظور الإسلامي أرض المحشر ، ولها مكانة عظيمة في قلب كل مسلم.
يؤمن المسلمون أنهم الورثة الجديرون بميراث داود و سليمان وأنبياء بني إسرائيل ممن حكموا فلسطين تحت راية التوحيد ، كما يعتقد المسلمون أن اليهود تنكبوا عن طريق الحق ، وحرفوا كُتبهم ، وقتلوا أنبيائهم ، وباؤوا بسخط من الله.
وقد كان السلوك العام للمسلمين أثناء حكمهم لفلسطين سلوكاً مبني على التعايش والتسامح على مر السنين.
أرض فلسطين مقدسة لدى الأقباط أيضاً ، حيث يعدّها الأقباط مهد ديانتهم ، ففيها ولد عيسى عليه السلام وقام بدعوته ، وبها القدس وبيت لحم و الناصرة أماكنهم الدينية العظيمة.
كذلك يعدّها اليهود أرضهم الموعودة ، ومحور تاريخهم ، ومرقد أنبيائهم ، وفيها القدس والخليل أماكنهم الدينية المقدسة.
كان أقدم شعب سكن فلسطين هم ( الكنعانيون ) ، والذين قدموا من جزيرة العرب منذ ٤٥٠٠عام ، لهذا عرفت بأرض كنعان ، وشعب فلسطين الحالي هم سلائل الكنعانيين ومن أختلط بهم بعد ذلك من شٌعوب شرقي البحر المتوسط الـ (بلست) او الفلسطينيون ، والقبائل العربية.
ورغم أن فلسطين حكمها أقوام شتى إلا أن أهلها ظلوا يعمرونها دون إنقطاع ، وقد أسلمت أغلبيتهم وتعربت لغتهم مع قدوم الاسلام ، حيث تأكدت الهوية الإسلامية لأرض فلسطين لأطول فترة تاريخية منذ الفتح الإسلامي لها في ١٥هـ – ٦٣٦ م ، وحتى الأن , ولا اعتبار لقهر الإحتلال الصهيوني منذ عام 1948.
الصراع العربي الإسرائيلي
الخلاف يتركز أساساً حول أحقية الحركة الصهيونية في الإستيلاء على أرض فلسطين وإقامة دولة قومية يهودية على أرضها طاردين سكان فلسطين الموجودين فيها ، أي أن طبيعة النزاع تتركز أساساً حول ما يسمى بالقضية الفلسطينية.
إن مزاعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين تتهافت أمام حق العرب المسلمين في أرضهم ، فأبناء فلسطين عمروا هذه الأرض قبل نحو ١٥٠٠عام من إنشاء بني إسرائل دولتهم (مملكة داود)..
وقد حكم اليهود أجزاء من فلسطين حوالي أربعة قرون ، و من ثم زال حكمهم كما زال حكم غيرهم كالآشوريين والفرس والفراعنة والإغريق والرومان ، بينما ظل الشعب الفلسطيني راسخاً في أرضة ، وكان الحكم الاسلامي هو الأطول بإستثناء الصليبين (٩٠ عاماً ).
وقد أنقطعت صلة اليهود بفلسطين نحو١٨٠٠ عام ، دون أن يكون لهم اي تواجد سياسي أو حضاري أو ريادي فيها ، وإن أكثر من ٨٠٪ من اليهود المعاصريين حسب دراسات عدد من اليهود أشهرهم الكاتب آرثر كوستلر لا يمتون تاريخياً لفلسطين بأي صلة.
كما لا يمتون قومياً ببني إسرائيل ، فالأغلبية الساحقة ليهود اليوم تعود الي الأشكيناز وهي قبائل تترية تركية قديمة تقيم في شمال القوقاز ، وتهودت في القرن الثامن الميلادي , فإن كان هناك حق لليهود فإنه ليس في فلسطين وإنما في جنوب روسيا.
تُعد أسباب نشأه الحركة الصهيونية التي سعت لأنشاء كيان صهيوني في فلسطين الي ظهور النزاعات بعد ما تعرض له اليهود من إضطهاد على يد الروس ، وبعد فشل حركة ( الإستنارة اليهودية أو الهسكلا ) والتى سعت لدمج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها ، وعندها دعت اليهود للعودة إلى أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل).
و بالرغم من أن هذا الصراع يحدث ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبياً ، إلا أنه يحظى بإهتمام سياسي وإعلامي كبير نظراً لإرتباطة بقضايا إشكالية تشكل ذروة أزمات للعالم المعاصر كالصراع بين الشرق والغرب ، وعلاقة الأديان مع بعضها اليهودية والمسيحية والإسلام..
وعلاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربي للدول الغربية ، وكذلك لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه والتي دعمها الإستعمار الغربي مثل بريطانيا وغيرها التي تهدف لتفكيك آسيا وأفريقيا لتمنع وحده العالم العربي وتضمن إبقاءه مفككاً عاجزاً عن النهضة ، قابعاً في دائرة التبعية ، ليبقى سوقاً لإستهلاك المنتجات الغربية.
كما تهدف لمنع ظهور قوه إسلامية كبرى تتمكن من الصعود ، فقد أدركت أن بقاء الدولة اليهودية مرتبط بضمان ضعف ما حولة من أقطار المسلمين وتفكيكها وتخلُّفها ، وكذلك فإن معادلة نهضة الأمّة ووحدتها مرتبطة بسقوط الفزاعة اليهودية والقضاء على المشروع الصهيوني.