لماذا سيرة محمد فريدة بين الرسل؟
فضل الله الرسول محمد عن سائر الأنبياء، وكانت سيرته هي الأشمل والأدق نتيجة عناية أصحاب النبي..
تعد السيرة النبوية أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل، أو عظيم مصلح، فقد وصلت إلينا عن أصح الطرق العلمية وأقواها ثبوتا.
وسوف تجد سيرة الرسولين موسى وعيسى عليهما السلام، كُتبت بعد حياتهما بزمن بعيد.
وقد أدخل اليهود تحريفات كثيرة على توراة موسى بحيث لا يمكننا الركون إليها لمعرفة كيف كانت حياته بشكل صحيح.
وأقرت الكنائس الأناجيل المعتمدة حاليا في عهد متأخر عن ميلاد السيد المسيح بمئات السنين واختيرت بدون مسوغ علمي بين مئات النسخ المنتشرة في أيدي المسيحيين يومئذ.
والشك أقوى في سيرة أصحاب الديانات والفلاسفة الآخرين الذين يعد أتباعهم بمئات الملايين في العالم، كبوذا وكونفوشيوس، والعامرة بالأساطير والخرافات.
وسيرة محمد لا تضفي عليه جوانب أسطورية ولا خيالية فهو بشر رسول.
وهي سيرة شاملة لجميع النواحي الإنسانية في المجتمع وأدواره زوجا وأبا وتاجرا، ولم تكن سيرة زعامة دينية فحسب كما الحال بسيرة موسى، أو سيرة ورع وزهد فحسب كحال عيسى،عليهما السلام.
لا يعني ذلك أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يدعمه ربه بالمعجزات والنبوءات الخارقة، فقد كانت المياه تجري بين يديه وانشق القمر حين طلب ذلك من ربه وصعد للسماوات العلا في الإسراء والمعراج.
لكن تشاء حكمة الله أن تأتي معجزته الكبرى في "القرآن" وهي معجزة عقلية بشكل كبير لأنها جاءت تتحدى بلاغة القوم الأكثر فصاحة بين العرب.
وبذلك كانت حياة الرسول محمد ملحمة للكفاح الحقيقي ولا تعتمد على المعجزات، وقد جرى عليه الفرح والحزن، وكان حكيما موفقا في قيادته، فما أزفت ساعة وفاته إلا كانت دعوته تلف الجزيرة العربية بالإيمان، لا عن طريق القهر والغلبة.