إحدى الحفريات الإسرائيلية التي كشفتها المؤسسة في غرب حائط البراق غزة- "هنـاك 50 كنيسـا يهوديـا تُطـوّق المسـجد الأقصى وآخـر قيد الإنشاء" عمـليات التهـويد في القدس تتـواصل وبشكلٍ مُخيـف..."جماعات يهودية تستعـد لاقتحام الأقصى فاحذروا"... "الحكـومة الإسرائيلية تصـادق على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس..".
مـا من يـومٍ يمـر إلا وتتلقف وسـائل الإعـلام ما تنشره مؤسسـة الأقصى من أخبار تحذيـرية تقرع بها جرس الإنذار في بقاع شتى من العالم إزاء مـا تتعـرض له مدينـة القدس من حمـلة تهويد واسـعة تسـعى لطمس هويتها العربية والإسـلامية.
ودأبت مؤسسـة الأقصـى منـذ نشـأتها عـلى كشف المخططات الإسرائيلية الأمـر الذي أزعج الاحتلال فقـام بإغلاق المؤسسة ومصادرة جميع محتوياتها، إلا أنها لم تستـسلم لهذه العراقيل، وسارعت لإنشاء مؤسسة بديلة حملت اسم "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث".
وبادرت المؤسسة منذ أن خرجت للنور للحفاظ على الأوقاف والمُقدسات والسعي الدائم لكشف ما ينتظـر المدينة المقدسة من خطرٍ داهم.
وتأسست "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في سبتمبر 2008 بهدف دعم مشاريع إعمار وإحياء المسجد الأقصى المبارك، والحفاظ وصيانة المقدسات الإسلامية في الداخل الفلسطيني ومدينة القدس، وكانت من قبل تسمى مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية التي أغلقها الاحتلال في أغسطس 2008 بدعوى أن نشاطها غير قانوني.
توثيـق الانتهاكات المهندس زكي إغبارية رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أكـد في حديث خاص لـ"إسلام أون لاين" أن المؤسسـة وعلى مـر السنوات حملت شعار "حماية المقدسات الإسلامية"، وفي مقدمتها المسجد الأقصى الذي يتعرض لأشرس حملة تهويد.
وقال إغبارية إن المؤسسـة اقترن اسمها بـ"الأقصـى" لاهتمـامها الكبير بالدفاع عنه وكشف ما يتعرض له من هجمات: "المسجد الأقصى على رأس سلم الأولويات في برنامج دفاعنا عن المقدسات.. فهو مغيب وهناك قصور إعلامي واضح تجاه ما يصيبه من ويلات.. الأقصى مستهدف وفي خطر شديد؛ لهذا كثفنا من مشاريع الذود والدفاع عنـه".
وأشار إلى أن المؤسسة تتابع وبشكل يومي ما يدور من انتهاكات بحق المسجد الأقصى: "الحفريات تحت الأرض.. بناء الكنس.. مصادرة الأراضي.. الاعتداءات المتكررة ويتم توثيق جميع الانتهاكات وتدعيمها بالصور والأرقـام..".
ومع تـواصل عمل المؤسسة ومضيها في تطبيق ما خطته من أهداف أعرب إغبارية عن خشيـته مـن إغلاق المؤسسة من قبل سلطات الاحتلال: "قبل أيام اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الزميل محمود أبو عطا المنسق الإعلامي للمؤسسة لتواجده في المسجد الأقصى لتغطية الاقتحامات التي يقوم بها متطرفون يهود.. لم يكن يحمل سلاحا، لكن حكومة الاحتلال لا يروق لها ما تقوم به المؤسسة من فعاليات تفضح جرائمها".
"وبالتأكيد ستعمل سلطات الاحتلال كل ما بوسعها لكي تُكمم أفواه المؤسسة، وتبعدها عن ساحة الحدث، لكننا سنبقى مستمرين في عمـلنا ولن تلين عزائمنا".
يحترق على نار هادئة وبنبراتٍ واثقـة أكد أن المؤسسـة وضعت نصب عينيـها أهدافا وطمـوحات تسعى إلى تحقيقـها، وفي مقدمتها إيقاف جميع أشكال ما تقوم به الجماعات والمنظمات اليهودية المتطرفة من اقتحام للمسجد الأقصى، وتهويد كما تطمح المؤسسة للعودة إلى أعمال ترميم المقدسات الإسلامية، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وتمنى إغبارية أن يسمع العالم نداءات التحذير اليومية التي تطلقها المؤسسة لحماية المسجد الأقصى: "إسرائيل تحرق الأقصى على نار هادئة.. مطلوب دور فعّال وقوي لنصرة القدس؛ فما يجري هناك حرب حقيقية شرسة".
وطالب رئيس المؤسسة الإعلام بعدم الاكتفاء بسرد الخبر والأرقام بل البحث عما وراء الخبر، وأن يسعى لحمل دور كبيـر وفعّال وبشكلٍ يومي بعيدا عن محدودية العمل.
وأمام التحديات الماثلة أمام مدينة القدس أعرب إغبارية عن أمله بولادة مؤسسات جديدة تكشف انتهاكات الاحتلال: "الحرب مستمرة والاعتداءات والاقتحامات لا تتوقف وتهويد القدس جارٍ على قدم وساق؛ لهذا فالأمر يحتاج إلى عمل دءوب، وليس على الصعيد الفلسطيني فحسب؛ فالقدس قضية كل مسلم ومسـلمة".
وتحدث إغبارية عن العديد من المشاريع التي طورتها المؤسسة، ومنها:
- مشروع "مسيرة البيارق": وهو مشروع شد الرحال إلى المسجد الأقصى، حيث تسير عشرات الحافلات يوميا إلى الأقصى من جميع القرى في الداخل الفلسطيني بهدف البقاء في باحات المسجد وحمايته من اقتحامات الجامعات اليهودية المتطرفة.
- مشروع "صندوق طفل الأقصى والمقدسات": وهو عبارة عن وضع حصالة في بيت المشاركين من الأطفال في هذا الصندوق لجمع التبرعات فيه طيلة أيام السنة إسهاما منهم بإعمار وإحياء المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية وربطهم اليومي بالمسجد الأقصى، وتجمع هذه الحصالات سنويا، ويعقد مهرجان كبير في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقد وصل عدد المشاركين في هذا المشروع إلى ما يزيد عن 20 ألف طفـل". خاب ظنـكم وقال إغبارية إن كثيرا من الأفكـار تحتل أجندة المؤسسة إلا أنها تصطدم بالاحتلال، غير أنه استدرك: "ولكن بالرغم من كل العقبات سنبقى نواجه وبكل الوسائل والإمكانيات مخططات الحكومة الإسرائيلية".
وتقوم المؤسسة بإصدار النشرات الدورية لتوعية العالم الإسلامي بالمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى والقدس، وعبر موقعها الإلكتروني تكشف المؤسسة عن حفريات الاحتلال المتواصـلة مدعمة بالصور والوثائق إلى جانب الأخبار والتقارير اليومية الكاشفة عن أحدث انتهاكات الحكومة الإسرائيلية.
ومنذ إنشائها في سبتمبر 2008، بدأت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" تتصدر مشاريع الحفاظ والدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات في الداخل الفلسطيني والقدس، وذلك في أعقاب إغلاق "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية". وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أقدمت صباح يوم 24/8/2008 على إغلاق مؤسسة الأقصى التي كانت تحمل اسم "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" في مدينة "أم الفحم" داخل الخط الأخضر ثم صـادرت جميع محتوياتها قبل أن تغلقها؛ بدعوى نشاطها غير القانوني.
وبعد إغلاقـها بأيام كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسـلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 النقاب عن إطلاق مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، وقال موجها خطابه للحكومة الإسرائيلية آنذاك: "ظنـوا أن نهبهم لهذا الكنـز سيـوجه ضربـة قاضيـة لجهـود المؤسسة والحركة الإسـلامية.. نقـول لهم خاب ظنكم.. وخاب فألكم".
مؤسسة الأقصى"... وللقدس حُراس 
موضوع: مؤسسة الأقصى"... وللقدس حُراس 
